الجمعة، 15 يوليو 2016

منظمة التعاون الإسلامي مثال للتجارة السياسية لقضايا الأمة



خاص/ مدونة مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية

منظمة التعاون الإسلامي هي من المنظمات الكبرى التي لها عضوية دائمة في هيئة الأمم المتحدة، وكانت تُعرف ب ( منظمة المؤتمر الإسلامي) عندما تم إنشاؤها عام 1969 بعد حريق الأقصى، فما هو حاصل جهود تعاونها الإسلامي أولاً لقضية القدس وفلسطين بشكل عام ؟ وما هو حاصل جهود المنظمة لقضايا الأمة خاصة بعد غزو العراق الذي جلب حملات إبادة سنة العراق وسوريا ثم اليمن ؟

بكل أسف أن الباحث السريع لطبيعة هذه المنظمة لا ينفك أن يُصدم، فكيف للباحث المتخصص المستفيض ؟ . كانت الصدمة الأولى حول اجتماع القادة الحكام عبر المنظمة هذه مرة كل ثلاث أعوام ! ثم كون الاجتماع هذا لدراسة أنظمة المنظمة، ولبحث قرارات مؤتمرات القمة، مع أن هذه الأخيرة نجحت في إحباط المسلمين بمدى أهلية القادة والحكام وقراراتهم بما يخدم تنمية التعاون في مجتمع يُفترض أن يكون له ثقله في العالم بتعداده المقارب لمليارين نسمة، هذا عدا قوة الثروة النفطية والموقع الجغرافي . للأسف لم نجد أي استثمار حقيقي واستراتيجية تعمل على هذا النهج ، ولم نجد أي توحيد للرؤى والخطوات الفاعلة في حل أكبر قضية هي قضية فلسطين المحتلة، بل وجدنا أن هذه المنظمات التي اختارت الهوية الإسلامية هي بالحقيقة بعيدة كل البعد عن تغليب الإسلام كقوة لها مركز قيادي في العالم كما يُفترض . إن تدهور حال المسلمين خاصة في الشرق الأوسط منذ قرن تقريباً يستدعي وقفة للتساؤل عن تراجع الأمة في كل المجالات، حتى السياسية منها، والتي عجزت عن وضع الحلول لأزمات الأمة المتتابعة والتبعية المهينة للنظام العالمي المعادي.
 من أين هذا الانطباع ؟
ربما يسأل من يظن أن الاستهداف باطل بحق زعماء الأمة خاصة طوال العمر، رغم حقيقة الخسارات المتتالية في حروب مؤامرات خسر فيها الإسلام أهم بقاع الأرض لصالح الكيان الإسرائيلي، واليوم يزرع بذرة أقذر منه في العراق وسوريا بعد لبنان هي ولاية السفيه .
ماذا فعلت المنظمة أو أختها الجامعة العربية ؟ هل يمكن أن نتغاضى عن عمالة رؤساءها وتبعيتهم للوبي الصهيوني؟ أم نتغاضى عن مهاترات القمم العربية حتى الخاصة بوزراء الخارجية؟ و لنا عنها مصائب في كل مؤتمر كدليل على خذلان الحكام، وبالأخص المملكة العربية السعودية لسنة العراق الذين يواجهون حروب الإبادة الطائفية على مسمع ومرأى العالم، والتي أصبحت علنية بعد تفجير المرقدين عام 2006 من قبل إيران ومريكا بتسخير خدمها الشيعة حتى كادت بغداد تفرغ من ساكنيها على مدى عامين السنة وبالمقابل لا نجد غير بيانات سياسية عن الاستهجان والاستنكار والتعاطف ، والسلام عليكم .
أما الواقع الفعلي فدعوات إطلاق يد الحروب الصليبية من قبل ساسة بلاد الحرمين، هذا ما صُدمنا به في عصر الأنترنيت الذي فضح الخبايا ونشر الخزايا. ألم يخجل الأمير المبجل ( تركي الفيصل) سفير السعودية في واشنطن ورئيس استخباراتها من دعوة القتل عندما كان الكونغرس يتباحث لسحب قواته من العراق عام 2007؟
أطلقوا يد بوش في العراق !!! دور نوري المالكي في العراق ضروري  للنجاح !!




ما هو هذا النجاح الذي يروه في العراق الذي توجب رقص العرضة مع بوش ؟
حينها واليوم لم تكن الفلوجة في أدنى حساب ساسة العراب عندما تُقصف باليورانيوم والمحرم ؟
وما داعي القلادة الذهبية من الملك الراحل إلى المجرم بوش بعد غزو العراق؟
وما سبب هدية ملك البحرين للسيف العربي لقاتل السوريين بوتين ؟
هل ظنوا أنه يحارب اليهود أم أن فتاوى شيوخ السلاطين الباطلة باتت ذريعة التبرير ؟
وماذا عن مؤتمر التضامن مع مجاهدي خلق ضد إيران ؟
ألا يخجلون أن يأتي من المعارضة طلب طرد إيران ؟ إنه زهايمر اللا فرق ومؤتمرات التقريب !

أما التحالفات العسكرية فإعلان التولي للمحارب الكافر بلا أدنى ريب، وكأن تسخير القواعد في الخليج وفتح المجال البحري لعبور أساطيل التدمير لتخريب جمجمة العرب العراق بطولات الفتح المبين !
أين صارت حنكة قادتنا وخبرة ساستنا العرب مما يجري اليوم ؟ أين تدارك حكومات مصر والجزيرة وتركيا؟
ثم يعجبون لماذا نطعن في ولاة أمرنا ! .
بالأمس مؤتمر الخذلان العربي في قمة بغداد الأسيرة عام 2011 مع قادة الإرهاب من حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي، ودعوة الملك الراحل عبد الله آل سعود بإنشاء دار التقريب بين المذاهب مقره الرياض !
هذا بدل أن تتخذ منظمات التعاون واتحاد علماء المسلمين وباقي الهيئات ( الإسلامية) ما يجب من مقاطعة ومواجهة لنصرة سنة العراق، ومن الطبيعي أن السفاح الإرهابي الصفوي قد استثمر هذا الحدث المخزي لصالح المشروع الشيعي الصفوي في العراق، ولا يزالون ، وها هو الحشد الكفري الشيعي الحصيلة الطبيعية لسياسة حكام المسلمين ترجع عليهم بالتهديد والتحشيد.


أمر مرير في عودة لمنظمة التعاون تلك، فتعيين (السعودي) إياد أمين مدني كأمين عام المنظمة عام 2014  أمر واضح ، وهو خريج جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية في علم إدارة الإنتاج ، ثم تحول للصحافة كرئيس صحيفة ، ويقال قد كفره أبن باز ، فهذا وحده يبين عدم أهمية العلم الفقهي لاختيار الرؤساء كونها واجهة سياسية في الأعم ، حيث لم يتوانى مدني عن الاجتماع مع الإيراني    وهو في غاية السعادة ! ، ولم يتوانى عن الترحيب بالاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وأقل مهتم عربي يعلم أنه لصالح إيران ضد أهل السنة كورقة سياسية استراتيجية .

إن كبار الشخصيات التي ترأست هذه المنظمة تمثل نشاطاتها في توثيق التعاون العالمي مع أعداء الأمة لإضعاف الأمة، فلم نجد أي جهود حقيقية لنصرة أهل السنة في فلسطين أو العراق أو الأحواز أو بورما أو سوريا ، ولم نجد في بيانات المنظمة أي قرارات حاسمة لما تتعرض له دول المنطقة في الشرق الوسط من تدخلات إيرانية مع أذنابها الشيعة كما حصل في البحرين ، فقد اكتفت بعبارات الرفض للتدخل في أمور البحرين من قبل جهات خارجية أبان إسقاط الجنسية عن العميل الصفوي المعمم ( عيسى أحمد قاسم)، والغريب هو تأكيدها على احترام وسيادة واستقلال الدول الأعضاء !
السؤال هو : هل يكفي الاحترام ؟ وهو صفة أخلاقية للفرد يُفترض أن يكون مفعل بالعمل الميداني كنظام له مقرراته وعقوباته .
أما عن سيادة ووحدة العراق فالمهزلة كل المهزلة أن يبقى هذا الاعتراف مع الاحتلالين الأمريكي والإيراني مكللاً بوجود السفير السعودي وباقي سفراء الدول العربية !

 إن  كل ما تم من منجزات حكامنا وهيئآتنا الموقرة هي عبارة عن بيانات مخجلة تفتقر إلى النزاهة والمصداقية في نصرة سنة العراق وسوريا ، فكما تغاضى بيان ( قمة التعاون الإسلامي ) في شجب وإدانة المليشيات في العراق ، بل تغافل عن أي ذكر للعراق وسنة العراق عندما واجه اعتراض من قبل إيران على إدانة مليشيا حزب الله ! ترى هل اعتبرتها دولة إسلامية وهي تجهر بالطعن في أم المؤمنين ولعن أبي بكر وعمر رضوان الله عليهم ؟ أم كونها دولة تحالف إسلامي عندما تجتمع مليشيات الشيعة في استداف مناطق أهل السنة وتعذيب أهلها وتشريدهم وحرق مساجدهم؟
الجواب في حجم التعاون التجاري للإمارات مع إيران الذي بلغ ما يقارب 16 مليار دولار عام 2013 ، 
فكم هو مع دول الخليج مجتمعة ؟ أين المقاطعة ؟
ثم هل يمكن أن نكتفي ب ( إسعافات أولية ) وبالحد الأدنى كجهود المنظمة المادي والدعوي في أفريقيا إزاء المد الصفوي ؟ ولا ندري ما هي مساهمة اللجنة المؤقتة الخاصة بصندوق التضامن الإسلامي !
 هل يعلمون أن آلاف العوائل مهجرين في العراء ، ومهاجرين لدول الغرب التي تضمر لهم ما الله به عليم ؟!
أين أموال الهيئات الإسلامية في محاربة التشيع بإنشاء قنوات فضائية ؟ أم أن الأولى فتح قناة خاصة للمنظمة تمجد إغاثتها ؟ 
 إن كل نشاطات المنظمة كعينة تمثل هيئات العالم الإسلامي تترجم فشل العمل الإسلامي طالما يتحكم به النظام المعادي للإسلام بحجة مكافحة الإرهاب وضرورة التقارب، والذي وصل إلى الأمر بتغيير المناهج الدراسية وحذف التعليم الخاص بسور القرآن التي تتكلم عن الجهاد مثل الأنفال، وهذا ما حصل في المغرب قبل أيام ، وما سمعناه من حقيقة الاعتراض في العراق على تفسير سورة الفاتحة من قبل البيت الأبيض .
أين مواقف وإنجازات منظمة التعاون مع ما يجري في ديالى وجرف الصخر وصلاح الدين والفلوجة اليوم كجزء من الأنبار المنكوبة ؟  أين المشروع المضاد للمشروع الإيراني للمد الشيعي الشعوبي في المنطقة ؟ أين دوركم في وأد الثغرة التي هدمت السور الشرقي في العراق ؟ بوركتم من تعاون !
قيل ، أن المنظمة ستنتقل إلى القدس مقرها الدائم عند التحرير ، وبعد ما يقرب السبعين عاماً لا تزال تحضيرات الانتقال جارية، والله الرقيب الحسيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق