الاثنين، 21 سبتمبر 2015

بعد التجاهل في البغدادي وباء الكوليرا يصل بغداد بمسمى الإسهال الوبائي !




بقلم / آملة البغدادية

( نتشرف بخدمتكم ،،، وغايتنا صحتكم )، هذا هو شعار موقع وزارة الصحة العراقية !
ياله من وجه من أوجه النفاق الحكومي في ظل حكم الشيعة ، فقد تردى الواقع الصحي في العراق منذ 2003 رغم الميزانية الضخمة التي تتلقاها وزارة الصحة من مجموع الحصة الإنفجارية لثمان سنوات مضت . 
لقد شهد المواطن العراقي تردي حالة المستشفيات الحكومية بشكل خاص، حيث لا يجد المرضى أدنى درجات توفير المستلزمات ناهيك عن تردي تفاعل الكادر الصحي بشكل عام، مع انتشار الوساخ ومياه المجاري داخل أروقة يُفترض أن تكون من أكثر المناطق نظافة . لقد اعتاد العراقيون على خلو ردهات المستشفيات لمتطلبات التجهيز اللازم، فنقص الأجهزة الضرورية لإسعاف المرضى ، مثل جهاز الصعق الكهربائي لإنعاش القلب وخلو قناني الأوكسجين المتواجدة جانب الأسرة في ردهات مستشفى مدينة الطب أكبر مستشفى عام في العراق كمثال واقعي ، فكيف لو حدثت حالات طواريء لأوبئة تحصد العشرات في اليوم الواحد ؟ .

هذا ما حدث في هذا الشهر تحديداً، فقد عاد وباء الكوليرا إلى العراق وتحديداً في العاصمة بغداد، والتي كانت في تخلو من أي إصابة لعقود ماضية إلا نادراً، وقد اشتكى قبل أسابيع ،أهالي قضاء البغدادي وحديثة في محافظة الأنبار من إصابات ووفيات بالعشرات دون معرفة ماهية المرض . لقد صدرت عدة تصريحات من مسئولي العاصمة بشأن انتشار وباء الكوليرا بشكل مفاجيء،  مع تغطيات قنوات فضائية لمستشفيات بغداد التي تشهد حركة توافد متزايد، حيث شكى المواطنون من قلة الكادر الطبي والعناية اللازمة في الوقت الذي تتجه حشود من المصابين إلى ما يُفترض أن يكون ملاذ الشفاء البشري بعد الله تعالى .  فقد أعلن قائممقام قضاء أبو غريب عثمان عادل، الأحد 20/9، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا الى 164 حالة بينها 58 حالة مثبتة، فيما أكد وفاة أربعة مصابين بالوباء. 

والسؤال اليوم ما هي جهود وزارة الصحة ؟ وما سبب انتشار المرض ؟


نظرة إلى موقع وزارة الصحة ونشاطاتها يشهد بوضوح مدى الاستخفاف بصحة العراقيين، فقد نُشرت في الصفحة الرئيسية عناوين تخص تفشي المرض في حزام بغداد وتحديداً أبي غريب، وكلها تحجم عن ذكر أسم المرض المفترض تحديده بمهنية، وتم استبداله بلفظ ( الإسهال الوبائي) ! ، والنص من موقع الوزارة بتاريخ 20 /9 : ناقشت السيدة وزيرة الصحة والبيئة د . عديلة حمود حسين مع د . خميس حسين السعد الوكيل الاداري للوزارة الاستعدادات والاجراءات الواجب اتخاذها للسيطرة على مرض الاسهال الوبائي بعد ظهور حالات في قضاء ابي غريب وعدد من مناطق البلاد .أهــ
وفي تقرير قبل أيام نُشر في المدونة حول حالات الوفاة في ناحية البغدادي، وكان فيه  ملاحظة غموض وتمويه الوزارة بشأنه *، واليوم الملاحظ أن الأعراض نفسها لمرض الكوليرا ، أرتفاع الحرارة والإسهال والتشنج العضلي، فلا ندري ما الداعي لإهمال المرضى وعلاجهم والفحوصات لا تستغرق سوى ساعات ؟ ، وما الداعي للتستر عليه في الأنبار ونشره بأنه مرض غامض؟ ولا ندري ما الداعي اليوم للتستر على تغيير أسمه بالوبائي، وجعله مشابه للإسهال الذي ينتشر عند الأطفال حديثي الولادة ؟!
أهو مرافق لجهود الدعم الإعلامي للحشد المقدس كعلة كل التبريرات، وقد ثبت المرض بالفحص المختبري ؟! .
إنها تفاهة معلومة من فاقدي الأهلية بطائفية واضحة حينما يكون التغاضي عن مرضى الأنبار، فكيف والدولة (دولة مليشيات) كما أطلقت عليها هذا الوصف قبل ثلاث سنوات ؟ ، فقد تم توجيه حل (الحصار والتطويق) بأمر من العبادي لمرضى أبي غريب ذات الغالبية السنية بعد أسبوعين لوصوله، وكأن الأمر سياسي مرة أخرى تنقصه قوات الفرقة الذهبية للتدخل السريع ! .

عندما  قلبت العناوين، فإذا بنفس الملاحظة سُجلت من قبل محافظ بغداد ورئيس المجلس بسبب تكتم الوزارة عن تسمية المرض ، والنص التالي : ( كشف محافظ بغداد علي التميمي، الاربعاء16/9 ، ان مشروع ماء ابو غريب تسبب بظهور مرض الكوليرا في القضاء، مشيرا الى ان وزارة الصحة لم تعلن بعد عن هذا المرض.وتابع التميمي، أنه "من بين الاسباب التي ادت الى ظهور المرض في قضاء ابو غريب هو مشروع ماء ابو غريب الذي تعرض قبل نحو عام الى اعمال ارهابية ما ادى توقفه بعد حدوث اضرار تقدر كلفة اصلاحها بنحو مليار ونصف دينار"، 
وأعلن رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض، أمس السبت (19 أيلول 2015)، وفاة أربعة أشخاص مصابين بالكوليرا ليسجلوا بذلك ارتفاعاً في عدد الوفيات المصابين بالمرض، فيما أرجع سبب انتشار الكوليرا في مناطق حزام بغداد إلى سوء الإدارة وعدم توفير المياه للمواطنين.) أهــ

نقول أن شهد شاهد من أهلها ، فمبلغ مليار ونصف مليار لصيانة أهم مرفق خدمي للزوم العيش الآدمي كما الحيواني ــ وهو توفير المياه ــ لا يشكل سوى فتات من حصة الوزارات، وفترة عام كامل من الإهمال إعتراف مرير ، ولا يمكن أن يعزو التقصير إلى سوء الإدارة ، لكن لا نية من الحكومة الشيعية مع سوء نية من مسئولي مجلس المحافظة هي السبب . مع أن من الواضح حول ممارسات تنظيم الدولة في المناطق التي تسيطر عليها بشأن استهدافها لمؤسسات خدمية، كان من أكبر أسباب التذمر في أوساط السنة كمثالب التحرير التي تدعيه ، فمن المستفاد ؟.
لقد تم نشر موضوع يخص مشروع تحلية مياه لمزار رد الشمس في الحلة من قبل المرجعية، وقد كلف المليارات بتزامن مع المظاهرات بشأن نقص الخدمات، فلا فرق بين تخريب عمائم أو مسئولي الدولة بعضها من بعض، فمن الواضح أن الحكومة الشيعية لا تعير أي اهتمام، أو نية بشأن معالجة الخدمات الضرورية ، والحال أسوأ لأهل السنة، خاصة وأن نهجها هو عقوبات جماعية مثل التغاضي والحصار، وتوقف رواتب الموظفين منذ أشهر، فما الذي سيكون اليوم بشأن سكان بغداد وقد ظهرت حالات في مناطق عدة ؟ عدا أخرى في محافظات الجنوب ، والله المغيث .

في يوم 20/9 زارت وزيرة الصحة مستشفى أبي غريب ، ونص الخبر في موقع الوزارة : واوعزت السيدة الوزيرة برفد المستشفى بالملاكات الطبية والعلاجية وجميع المستلزمات التي من شأنها القضاء على ذلك الوباء ,
لا شك أن هناك مخازن في كل مستشفى كما هناك خريجين لكليات المجموعة الطبية والتمريض ، ولكن الان فقط يتم الإيعاز بتوجيهها لقطاع اختصاصهم ! ويا لكرم الوزيرة عديلة وربما شقيقتها المستشارة لها .
لقد ثبت تساهل الحكومة بشأن العراقيين كافة، حينما ينصب الاهتمام على كيفية إدامة سيولة المال بالنهب المقنن بمشاريع ثانوية، وأخرى طويلة الأجل عوضاً عن أولويات العيش الكريم من توفير مصدر للكسب والخدمات اليومية، فإصلاحات العبادي التي كلفت الميزانية المليارات لأجل إقراض القطاع الخاص في مجال الزراعة والصناعة ، ونحن نعلم أن المستفادين هم المقربون ، والناتج صفر لعدم تهيئة أرضية إنجاحها لتهديم البنى التحتية وتخريب ما تبقى بلهاث المافيات .

لقد بات العراق في قبضة الطائفيين في كل مؤسساته، فلا عدالة عند وزيرة الصحة عديلة حمود، ولا مدير الصحة السعد ، كما لم تكن من قبل سوى وزارة الموت بسيارات الإسعاف، وخطف السنة من ردهات المستشفيات إلى هذا اليوم في محافظة ديالى ، واليوم أصبحت نتائج الطائفية المقيتة أن عادت إلى أوكارهم ، فكيف لا يفكر العراقيون بالهجرة بعد حصد الحشد، وإبادة أهل السنة مع إحراق مناطقهم بكل نذالة ترقى بها رتب العسكريين وحثالة البشر؟! .
أهو عمى الغل أم نهج المحتل ؟ أم تراه خليط يأمل بإفراغ العراق إلا من عمارتين ، أحدهما مصفاة والأخرى قاعدة إدارة بمطار ومعسكر ، ولتذهب الملايين إلى حيث . نحذر الجميع من هذا التعنت في فهم الواقع ، وفرية تكرار الأخوة النظيفة والمصالحة والعراق الجامع ، وإلا سيرددون يوماً بالعراقي ( صفى البيت لمطيرة وطارت به فد طيرة) ما دام تخريب العراق مستمر في ظل حكم الشيعة . نسأل الله زوال الغمة ورفع الداء .
 أما الحل الجذري فهو الحكم السني، شاء من اعترف أو أنكر من أنكر . والله المستعان 


*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق